المنهجيّات النقديّة في التعامل مع أسفار موسى الخمسة
المجال الآخر الذي طرح فيه اللاهوت النقدي الأسئلة حول النص الكتابي هو في النصوص التي من الشرق الأدنى، وخصوصًا في الإصحاحات الأولى من التكوين. فلدينا الروايات الأخرى التي من خارج سرد الكتاب المقدس، قصص طوفان أخرى، وهذه نصوص رائعة وجدت مثل ملحمة جلجامش إلى آخره. ولكن ما قاله بعض اللاهوتيون، هو أن هذا يعني أن نص العهد القديم غير جدير بالثقة لأنه يقتبس ببساطة من العالم القديم. وأعتقد، كإنجيليين، لا يجب علينا أن نخشى من هذه الروايات التي من الشرق الأدنى. فهي غنية بشكل رائع وبها توازيات مع المادة الكتابية. ومثال على ذلك هو الطوفان، لأنه يبدو أنه يؤكد على حقيقة أنه كان هناك طوفانًا، وأن الثقافات الأخرى شاهدة على ذلك فعليًا. حتى عندما نرى التوازيات بين كتابات الشرق الأدنى القديمة وأسفار موسى الخمسة، فهذا يذكرنا أيضًا أن الله يتواصل من خلال ثقافة ذلك اليوم، وهو لا يستخدم ثقافتنا، أيًا كانت. لا، هو لا يستخدم هذا. هو يستخدم ثقافة ذلك اليوم.
لذا، أعتقد أنه باستخدام الكتابات التي من الشرق الأدنى بطريقة تنظر إلى كيفية استخدام الموضوعات الكتابية وما يريد الله أن يوصله، في بعض الأحيان يظهر التقابل بينهما. ومثال على ذلك هو قصة الطوفان حيث يقول الله السبب الذي جعله يأتي بالطوفان وهو بسبب الخطية البشرية والشر، بينما في نصوص بلاد ما بين النهرين في الشرق الأدنى السبب هو زيادة التعداد السكاني. لذا، أعتقد أنه يمكننا أن نتعلم منها. ولا أظن أننا يجب أن نخشاها. ولكننا يجب علينا أن نعود أيضًا إلى الثقة في كلمة الله وسلطتها ونظل داخل هذا التقليد بكون موسى كاتب الأسفار الخمسة والتاريخ الكنسي الطويل لهذا الإيمان. وما يؤكد لنا هذا الإيمان أيضًا هو كلمات يسوع عندما قال: "ناموس موسى" أو "وقال موسى"، فنقدر أن نظل فعليًا داخل هذا التاريخ للتقليد المسيحي.
Dr. Kaminski teaches Old Testament at Gordon-Conwell Theological Seminary in Boston MA.